(1)باعا بما اشتريا وربحا طبق سمك
حدثنا سهل الخلاطي قال
بلغني أن محتالين سرقا حمارا ومضى أحدهما ليبيعه, فلقيه رجل معه طبق فيه سمك, فقال له:
تبيع هذا الحمار؟
قال: نعم.
قال: أمسك هذا الطبق حتى أركبه, وأنظر اليه.
فدفع اليه طبق السمك, فركبه ورجع ثم ركبه ود خل به زقاقا ففرّ به. فلم يد ر أين ذهب. فلقيه رفيقه, فقال: ماذا فعلت بالحمار؟
قال: بعناه بما اشتريناه وربحنا هذا الطبق من السمك.
لص ذكى حاضر البديهة
أنبأنا محمد بن أبي طاهر, عن أبي القاسم التنوخي, عن أبيه:
أن رجلا من بني عقيل مضى ليسرق دابة.
قال: فدخلت الحي, فما زلت أتعرّف مكان الدابة فاحتلت حتى دخلت البيت, فجلس الرجل وامرأته يأكلان في الظلمة, فأهويت بيدي الى القصعة وكنت جائعا, فأنكر الرجل يدي وقبض عليها, فقبضت على يد المرأة بيدي الأخرى, فقالت المرأة:
ما لك ويدي؟
فظن أنه قابض عل يد امرأته فخلى يدي, , فخليت يد المرأة وأكلنا.
ثم أنكرت المرأة يدي فقبضت عليها, فقبضت على يد الرجل, فقال لها:
ما لك ويدي.
فخلت عن يدي, فخليت عن يده, ثم نام وقمت, فأخذ ت الفرس.
إليكم هذه الطرائف
لا تتزوجها لقد رأيت رجلا يقبلها
قال المغيرة بن شعبة
ما خدعني قط غير غلام من بني الحرث بن كعب, فاني ذكرت امرأة منهم وعندي شاب من بني الحرث, فقال:
أيها الأمير انه لا خير لك فيها.
فقلت: ولما.
قال: رأيت رجلا يقبلها.
فأقمت أياما, ثم بلغني أن الفتى تزوج بها, فأرسلت اليه فقلت: ألم تعلمني أنك رأيت رجلا يقبلها؟
قال: بلى, رأيت أباها يقبلها.
فاذا ذكرت الفتى وما صنع غمّني ذلك
لا تصلى لأنك مجنون
جاء رجل الى ابن عقيل فقال: اني كلما أنغمس في النهر غمستين وثلاثا لا أتيقن أنه قد غمسني الماء, ولا أني قد تطهرت فكيف أصنع؟
فقال له: لا تصلي.
فقيل له: كيف قلت هذا؟
قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ, وعن النائم حتى ينتبه, وعن المجنون حتى يفيق", ومن ينغمس في النهر مرة أو مرتين أو ثلاثا ويظن أنه ما اغتسل فهو مجنون
أبو حنيفة يخدع الشيطان
-وبلغنا أن رجلا جاء الى أبي حنيفة فشكا له أنه دفن مالا في موضع ولا يذكر الموضع, فقال أبو حنيفة:
ليس هذا فقها فأحتال لك فيه, ولكن اذهب فصلّ الليلة الى الغداة, فانك ستذكره ان شاء الله تعالى.
ففعل الرجل ذلك, فلم يمض الا أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع, فجاء الى أبي حنيفة فأخبره فقال:
قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي حتى تذكر, فهلا أتممت ليلتك شكرا لله عز وجلّ.
أبو حنيفة يثأر لنفسه
-حدثنا يحيى بن جعفر قال: سمعت أبا حنبفة يقول:
احتجت الى ماء بالبادية, فجاءني أعرابي ومعه قربة من ماء, فأبى أن يبيعنيها الا بخمسة دراهم, فدفعت اليه خمسة دراهم وقبضت القربة, ثم قلت: يا أعرابي, ما رأيك في السويق؟
فقال: هات.
فأعطيته سويقا ملتوتا بالزيت, فجعل يأكل حتى امتلأ ثم عطش, فقال: شربة؟
قلت: بخمسة دراهم.
فلم أنقصه من خمسة دراهم على شربة ماء, فاسترددت الخمسة وبقي معي الماء